nass-elghiwane
nass-elghiwane
nass-elghiwane
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

nass-elghiwane

موقع الظاهرة الغيوانية
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  أنت تملك القوه في داخلك

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بـ الغيوان ـوح
المديرة العامة
المديرة  العامة
بـ الغيوان ـوح


عدد المساهمات : 109
تاريخ التسجيل : 18/09/2012

 أنت تملك القوه في داخلك  Empty
مُساهمةموضوع: أنت تملك القوه في داخلك     أنت تملك القوه في داخلك  Emptyالسبت سبتمبر 29, 2012 11:42 pm





أنت تملك القوه في داخلك
بقلم لويزا هاي
ترجمه كامل السعدون
كتابٌ صغير هو ، لكنه جليل القيمة وليس فينا من لا يحتاج لما فيه من
معلومات عميقة قيمة غاية القيمة في سبيل إعادة بناء الذات من جديد على أسس
من الإحترام الذاتي وحب الذات والثقة بها .
أتمنى أن تستمتع به ، فهو في المحصلة ترجمة متقنة لمعلومات رائعة ، لا
تكلفك إلا الجلوس إلى شاشتك لتقرأها وتتلذذ بها وتستمتع


الفصل الأول

قوتنا الداخلية
______________

كلما تمكنت من الإيمان بتلك القوة التي بداخلك ، إزدادت حظوظك من
الحرية والسعادة والبهجة والثقة بالنفس
___________________
من أنت ؟
لماذا أنت هنا في هذا الكون وعلى هذه الأرض ؟
ما هي تصوراتك عن الحياة ؟
سنينٌ وسنينٌ عديدة والناس تقلب ذات الأسئلة هذه ... منذ الآف السنين وذات
الأسئلة تضطرب في الصدور ... والسبيل للجواب دائما هو إن تهبط إلى الداخل
... أن تغوص في الداخل ... داخل ذاتك ..لأن هناك حسب تجد الجواب ... !
ما معنى هذا ؟
ما معنى أن نجد الجواب في الداخل ؟
معناه ... أنه هناك في الداخل حسب يوجد ذلك النبع العظيم الجميل الذي يحمل
هويتنا الحقيقة ويمتلك الأجوبة على كل أسئلتنا الوجودية ... في مكان ما من
الداخل ... في جوهرنا .. ذاتنا العليا أو ضميرنا أو الأنا العليا حسب ما
يقول النفسانيون أو الروح بلغة الروحانيين .
في داخلنا عزيزي القاريء توجد قوة رهيبة عظيمة تعرف كل الأجوبة وتمتلك كل
الحلول وتستطيع بسلاسة ونعومة ولطف أن تقودنا إلى طريق السعادة والخير
والجمال .
فقط علينا أن نؤمن بذلك ..!
سلفا علينا أن نؤمن بذلك ، بتلك القوة التي فينا ، بكل الأحوال لن نخسر
شيئا من ذكائنا إذا ما قاومنا إغراء عدم الإيمان ووهم أننا عقلانيون
ومثقفون ولا ينبغي أن نؤمن بما لا نرى .
إن نجحنا في الإنتصار على إرادة اللاإيمان الموروثة من نمط حضارتنا
الإنسانية ونمط تربيتنا المادية العقلانية بشكل مقرف والتي تقول أن لا
حقيقة إلا ما موجود على أفواه الوعاظ والمعلمين الواقعيين ، إن نجحنا في
هذا يمكن أن نفتح بابا عظيما للألق الداخلي والسعادة الخالصة والحرية
الكبيرة التي نفتقدها بشكل مفجع في عالمنا المادي الفيزيائي الثقيل الجرم
والجامد والبطيء الحركة .
أجل ... هناك قوة في الداخل ... قوة بلا حدود وأول الطريق لنيلها هو أن
نؤمن بها وبوجودها .
الأمر الثاني هو أن نكون راغبين حقا وصدقا في أن نتخلص من أنماط تفكيرنا
وعاداتنا وسلوكنا وأقوالنا السلبية التي خلقت لنا هذا الذي وصلنا إليه من
عسر في الحياة وضيق في النفس وأزمات مادية وقلبية تتواتر علينا وتتدفق
كالسيل العرم فلا تترك في القلب بهجة أو سعادة ولا تفتح في جدار الحاضر أو
المستقبل ثغرة لنور الأمل .
تماما كما يجهد الفلاح في أن يستزرع الأرض ، يقوم أول الأمر بتنظيفها من
الأشواك والأدران وقلبها رأسا على عقب وتركها برهة للشمس كي تعقمها ، ثم
يقوم بعدئذ بتسويتها مجددا وتفصيلها ثم نثر البذور ودفنها برقة وسقيها ثم
لا شيء إلا الإنتظار لموسم الحصاد ، كذلك نفعل نحن مع ذواتنا أن نؤمن بأن
القوة في الداخل كما قوة الأرض في جوفها ، ثم نقوم بتنظيف هذا الداخل من
شوائب التصورات والأفكار السلبية وأنماط العيش السلبي التي تعودنا عليها ثم
نقوم عقب ذلك بزرع بذور الأفكار والرغبات والأمنيات السليمة النظيفة
المحملة بالخير في داخل هذا الجوهروننتظر أوان الحصاد .
الفصل الثاني

عزيزي القاريء أن عقولنا ترتبط مع هذا العقل الكوني الأوحد الأعظم الذي
يدير الكون .هذه القوة التي خلقتنا لم تكف يوما عن المحافظة على الإرتباط
معنا ، عبر جوهرنا الداخلي المتمثل بذاتنا العليا أو ضميرنا الداخلي ، وهذه
القوة الكونية تحب كل مخلوقاتها أو عناصرها التي هي جواهر المخلوقات (
جواهرنا الذاتية ) .
إنها لا تعرف الكراهية أو الخيانة أو البغضاء أو أن تعاقب عناصرها أو
مخلوقاتها ، لا مطلقا بل إنها حرية مطلقة وحب نقي وفهم تام ولهذا فمن المهم
بالنسبة لنا أن نستسلم لجواهرنا الداخلية ونتماهى معها ونتعشق بقوة في
نسيجها لأنها هي سبيلنا للوصول إلى منابع القوة الكونية والإستسقاء منها
والسباحة في بحارها العذبة الملئى بالدرر العظيمة القيمة .
ضروري أن نعرف عزيزي القاريء أن بمقدورنا أن نختار الكيفية التي نستعمل بها
تلك الطاقة الداخلية العظيمة التي هي مبثوثة في جوهرنا الداخلي ، نعتمد
هذه الطاقة في أن نعيش في الماضي ونقلب صفحات الكراهية والإنتقام والأسى
واللوم الذاتي على هزائم الماضي وإنكساراته والإستمتاع بلعب دور الضحية
العاجز البائس الذي لا حول له ، أم نعتمدها في أن نخلق حياة جديدة مفعمة
بالأمل والتفاؤل والثقة والحب والرغبة بالنجاح والتقدم ، الخيار لنا ولا
أظن من الذكاء أن نختار أن نستهلك قوتنا الداخلية الجبارة في تقليب الماضي ،
بل في أن نطوي صفحاته ونفتح كتاب المستقبل بكل شجاعة وثقة .

نحن نجهد عزيزي القاريء غاية الجهد في سبيل خلق الأحوال السلبية أو
الإيجابية لأنفسنا من خلال أفكارنا ومشاعرنا ، لا أحد يخلقها لنا إلا نحن
ذواتنا ...!
تقول لي أفكاري أو مشاعري هي ردود أفعال طبيعية على ما يواجهني من الخارج
من مآسي أو أفراح ، وأجيبك هذا صحيح ، لكن بمقدورك أن تخلق ردود أفعال
مغايرة إن شئت ... !
أنت حر في أن تخلق الردود المناسبة إذا ما أمتلكت السيطرة الحرة جزئيا أو
كليا على عقلك ... !
أجل عزيزي القاريء نحن وحدنا المسؤولون على ردود أفعالنا ومشاعرنا وأفكارنا
وليس من قوة أخرى مسؤولة عن ذلك سوانا .
لا يعني هذا أنني ألوم نفسي أو ألومك لأنك تفكر هكذا أو ترد على الأفعال
بهكذا نوع سلبي من الردود ، ولا أريدك أنت ذاتك أن تلوم نفسك ، بل يجب أن
تؤمن بمسؤوليتك عن خلق ردود أفعالك دون أن تلوم نفسك بقسوة بل يجب أن تتحول
من الإيمان بالمسؤولية إلى وعي ضرورة التغيير وتحويل السلب إلى إيجاب وأن
تؤمن بأن هذا أيضا هو من صلب مسؤولياتك .
حين نلقي الذنب على الآخرين لما يحصل لنا من سلبيات في حياتنا فإننا بهذا
نمنح الآخرين القوة التي هي أكبر من حجمهم الحقيقي والتي لا يستحقونها أو
التي ربما هم لم يعووها أصلا ، من قبيل أن يوجه لنا شخص ما إساءة معينة لأي
سبب كان ، ربما لأنه مريض أو متعب أو خائف ... ثم نقوم نحن بدورنا بالشعور
المبالغ به بالأسى والكراهية لهذا الآخر وتنقلب حياتنا رأسا على عقب ليوم
أو إسبوع أو سنة ، لماذا ...؟
لإننا نلوم الآخر على هذه الإساءة ولا نستطيع أن ننسى أنه هو من سببها لنا ،
لكن لو إننا رفعنا اللوم عن الآخر وقلنا ، إننا نحن المسؤولين لأننا
أوصلنا الآخر ربما إلى هذه الحالة من الغضب أو الحنق وإننا نحن الملومين ،
ثم تحولنا من اللوم الذاتي إلى البحث عن سبيل للتخلص من هذه المشاعر
السلبية التي غمرتنا والإنتقال إلى حالة إيجابية من التفاؤل والثقة
والسعادة بدل من اللوم والكراهية وإنتظار الفرصة للإنتقام ، فإننا بهذه
الحالة سنوفر على أنفسنا تعاسة كبيرة جدا وسنفتح للقوة الداخلية فينا نوافذ
أغلقتها مشاعر الكراهية واللوم والحنق ، وبالنتيجة سيتدفق دم العافية في
عقولنا وضمائرنا وستنفتح أمامنا فرص حياتية جديدة من خلال هذه التجربة التي
تعلمناها ومن خلال نجاحنا في السيطرة على مشاعرنا وضبطها وتحويلها نحو
الخير والحب والسعادة .
أن تلوم الآخر مهما فعله هذا الآخر بحقك من ظلم فإنك لا تفعل أكثر من أنك
تصبح ضحية لهذا الآخر من خلال تفكيرك بالإنتقام منه أو من خلال تفكيرك
الدائم بالرد عليه وبالتالي فإنك تعطل حياتك وتقدمك بدون أي فائدة من أي
نوع كان .
لا ... بل من الخير أن تلوم نفسك قليلا على إنك ربما أنت وحدك من مهدت لهذا
الآخر لأن يطيش سهمه فيصيبك في الصميم ثم بعد أن تلوم نفسك قليلا تنقتل
صوب ما هو أنفع إلا وهو إعادة تقييم المسألة مجددا والإنتهاء منها بتصفية
الموقف برمته لكي لا تتعطل حياتك اكثر مما يجب .
هناك الكثيرون منا عزيزي القاريء من ينمو ويكبر ويشيخ ولا ينسى أن أباه
مثلا هو المسؤول عن ما وصل إليه من فقر أو سوء تربية أو فشل دراسي ، هذا
شيء مرعب ... تخيل كم من السنين نظل نلعب دور الضحية لأب أو أم أو ظروف أو
نظام سياسي أو جلاد أو سائق متهور أصابنا بعاهة جسمانية ..؟
متى نخرج يا ترى من هذه الحالة إلى حالة الفعل الشجاع لتغيير واقعنا بدلا
من البقاء في خانة الضحية لجلاد قد لا يكون في واقع الحال واعيا إلى أنه
كان جلادا ، وقد لا يكون حيا بعد بل ربما مات من زمنٍ طويل ولا يستحق منا
الآن إلا الترحم عليه بدلا من لومه ... !
أخطر معوق لنهوض هذه القوة الذاتية الجبارة الموجودة في ضمائرنا أو في
ذاتنا العليا الداخلية هو اللوم الذاتي أو لوم الآخرين والعيش الدائم في
سجن الضحية أو لعب دور الضحية ، ومثل هذا ينبغي عزيزي القاريء أن تسارع
للإفلات منه بأسرع ما يمكن من أجل أن تتحرر روحك من المشاعر السلبية التي
تعيق تقدمك وفوزك بفرص حياة سعيدة جميلة .
في واقع الحال هناك قوة عظيمة تكمن في جوهر كل شر يمكن أن يصيبنا ... !
أجل ... حتى الحادث المؤسف الذي يمكن أن يعوق عضوا فينا يمكن أن يحمل بذرة
خير لنا لو إننا نجحنا في أن نتحرر من مشاعر السخط واللوم وحولنا الفعل إلى
حافز للنجاح والتقدم والنصر .
ما لا يقتلك عزيزي القاريء ، يمنحك القوة لتحمل ما هو أسوأ منه .
ما لا يقتلك يمكن أن يحمل في جوهره السعادة والمجد والتفوق لك ، وإلا إنظر
كم من المعوقين في هذه الحياة من بلغوا القمة في الثراء والنجاح والسعادة
والحب وإمتنان الآخرين لهم .
فقط عليك أن تتحرر بأسرع وقت من لعب دور الضحية البائس الذي لا حول ولا قوة
له .
تحمل المسؤولية عن كل ما يحصل لنا من خير أو شر بدلا من إلقائها على
الآخرين ، يمنحنا القدرة على الفعل الناشط لتغيير الحالة من السلب إلى
الإيجاب ، مما يدفعنا قدما إلى الأمام بدلا من أن نبقى نراوح في ذات الموقع
الذي أصبنا فيه بهذه الطعنة أو تلك .
تجربتي الشخصية وماذا علمتني ؟


ليس فينا عزيزي القاريء إلا القلة ممن هم
محظوطون منذ الولادة إذ يلدون في أسر غنية قوية متعاطفة متراحمة ، إنما
الأغلبية منا هي من أصول ومناشيء متعبة للغاية وقد كنت أنا واحدة من اولئك
الناس الذين ولدوا في بيت بائس كان يتحكم به زوج أم سكير سافل .
حين هربت من البيت في سن الخامسة عشر عقب وفاة أمي ، مكثت سنين عديدة وأنا
أتقلب في دروب الحياة دون أن أجد من يعينني . كنت مضطربة للغاية ومثقلة
باللوم لأمي وزوجها ولنفسي وللحياة .
كنت بائسة جدا ، وكان أخطر ملامح بؤسي أنني لا أجرؤ على أن أتخلص من مشاعر
السخط والكراهية واللوم لهؤلاء الذين شردوني وسببوا لي خسارة مدرستي وبيتي
وحياتي التي كان يمكن أن تكون طبيعية مثل الكثيرين .
مرت سنين عديدة وأنا أشتغل في أحط الأشغال لأوفر اللقمة والسكن لنفسي , لم
أكف عن البكاء والأسى والملامة لذاتي وللآخرين إلا بعد أن أكتشفت يوما أن
كل هذا ليس بنافع لي وإني لن أتقدم خطوة إلى الأمام إلا بالتخلص من هذه
المشاعر .
كانت لحظة من النور تشرق في جوهري وأنا أقلب كتابا سيكولوجيا وقع في يدي
بالصدفة ، وفجأة إنتبهت إلى نفسي وشعرت بأحساس غريب بأن هناك شيء حقيقي قوي
وجميل لا زال في داخلي .
شعرت أني أمتلك قوة في أعماقي يمكن أن ترحم كل من أساءوا لي ويمكن أن
تخلصني من حالة اللوم والتثريب وتقليب الماضي .
شعرت أن هناك حقيقة أخرى في داخلي لم يتسنى لها أن تشرق من قبل لأني كنت
مستمتعة بدور الضحية ومصرة على أن ألوك وأجتر ذات الكلمات والإسماء
واللعنات لهؤلاء الذين شردوني .
وقلت كفى ... !
كفى هذا اللغو الذي لا خير فيه .. يجب أن أتحرر من هذه الحالة ، يجب أن
أتخلص ، يجب أن أنظر للمستقبل ... من قال أن زوج أمي أو أمي أو الظروف كانت
قوية حقا بحيث تحطمني ؟ ومن قال أني تحطمت كليا ، بالعكس يكفي أنني لا زلت
أتنفس ولا زلت حية ... لا زلت موجودة ولم أنتهي بعد .. أليس هذا بكافٍ
لأبدأ من جديد ..؟
كانت لحظة التنوير تلك التي أشرقت في داخلي هي التي غيرت حياتي بالكامل
وغيرت ما كنت أتوهمه قدرٌ لا بد منه في ان أعيش على هامش الحياة .
تحولت من تلك التي تعمل نادلة في مقهى إلى إنسانة تفكر وتتصرف بحكمة وتقرأ
العلوم المختلفة وتابعت دراستي وأرتقيت وألفت أول كتبي ونلت من الشهرة
نصيبا كبيرا ما كان من الممكن أن أناله حتى لو إني بقيت في حضن أمي أو لو
إن أبي وأمي كانا معا على قيد الحياة وكانا متحابين منسجمين ...!
لقد غيرت قدري بالكامل بفضل قوة إرادتي وشجاعتي وتحملي للمسؤولية ، مسؤولية
أن أرفع اللوم عن الآخرين وأن أحمل نفسي وحدها مسؤولية وواجب تحقيق الحلم
الجديد والصورة الجميلة الجديدة التي أريد لنفسي أن أخلقها من ذاتي .
حسنا...
وأنتقل من ذاتي وإستعراض بعض ما مر بي ، أنتقل إلى اولئك الناس الطيبون
الذين يزورونني ويشكون من أحوالهم . الكثيرون يقولون لي " ولكننا لا نستطيع
أن نكف عن التفكير بطريقة سلبية " وأجيبهم " بل تستطيعون وإلا كم مرة رفضت
أنت أو أنتِ أن تفكر بطريقة إيجابية ؟ كم مرة يمتنع الواحد منا عن أن يفكر
بفكرة إيجابية ؟ " . هذه حقيقة عزيزي القاريء ، إننا غالبا ما نلجم أنفسنا
عن التفكير بشكل إيجابي ، غالبا ما نمتنع أو نمنع أنفسنا عن ذلك ، نتوهم
أن من السخف أن نفكر هكذا وكأننا مصرون على أن لا نفكر إلا بطريقة سلبية .
أجل ... نحن نستطيع أن نفكر إيجابيا ونستطيع أن نمنع أنفسنا من التفكير
بطريقة سلبية ، نستطيع ذلك من خلال أن نسيطر على عقولنا وأن نقنعها بأن هذه
الفكرة لا تلك هي ما نحتاجه ، هذه الفكرة الجميلة الإيجابية التي قد تبدو
لنا سخيفة إحيانا هي أكثر مدعاة للعافية والصحة والسعادة من الفكرة السلبية
التي تعتلج في داخلنا وتصر على أن تكرر نفسها بإستمرار .
نحن مسؤولين على أن نختار الفكرة الإيجابية إذا ما آمنا بأنها هي وحدها ما
يمنحنا السعادة والصحة والجمال والألق والتقدم أما الأخرى فإنها لا تفعل
أكثر من أنها تجعل الحياة أكثر قسوة وبشاعة وتفاهة .
فقط إعط عقلك الأمر بأن يفكر إيجابيا ، قل له أنا أريد فكرة إيجابية ، أنا
أريد أن أستمتع بعمري وحياتي والأفكار الإيجابية وحدها هي ما يمنحني الصفاء
والسعادة والنجاح بينما الأفكار السلبية لا تمنحني إلا الخوف والرعب
والفشل .
وإذا وردت فكرة سلبية على ذهنك ، يمكن أن تنتبه لها في الحال ولا تجيز
لنفسك أن تقلبها وتستمتع بهذا الوخز الذي تسببه في صدرك وقلبك ، لا إطردها
في الحال وبمنتهى الهدوء ، قل لنفسك ... لا أحتاج لمثل هذه الفكرة لأنني
أعرف أنها لا نفع منها ولا يمكن أن تخدمني بشيء بل كل ما ستفعله أنها تشوه
لحظتي وتسبب لي الأرق والمرض والتعاسة .
أكرر ... إنتبه لها ثم إطردها بهدوء وبدون أن تجبر نفسك على ذلك ، بل من
خلال الإيمان الأكيد بأنها لن تنفعك بشيء أبدا ولا داعي لأن تمنحها وقتك
ولو لثانية واحدة .
أنا شخصيا ... حالما ترد فكرة سيئة في بالي من قبيل ذكرى قديمة أو شعور
بالكراهية أو الغيرة أو الحزن ، أبادر في الحال إلى القول لنفسي : شكرا
أيتها الفكرة على زيارتك ، لكني لا أحتاجك أبدا لأنني بخير بدونك .
بهذه الطريقة الهادئة أتمكن من طرد أفكاري السلبية بيسر وبلا توتر .
يجب أن تفهم عزيزي القاريء أن ليس عقلك من يديرك أو يقودك ، بل أنت ذاتك من
تملك مفاتيح هذا العقل وأنت وحدك من يسيطر عليه ويديره ، فإن لم تكن كذلك
فأفعل الآن .
سيطر على عقلك بقوة إرادتك وبالإنتباه الشديد لحركة العقل وضبط إيقاعها حسب
رغبتك وإرادتك وما تراه مفيدا نافعا لك .

أنت خلقت لهذا
__________

أنا وأنت وكل الناس خلقنا في واقع الحال لنكون إنعكاسات جميلة وإنطباعات
خلاقة للجمال الكوني ولعظمة الخالق ، وما تنتظره الحياة منا هو ان نكون هذا
لا غيره ، إن نفتح قلوبنا وعقولنا وضمائرنا للجمال والعظمة الكونية وأن
نؤمن بأننا نستحق ما هو أكثر من هذا الذي نحن فيه أو هذا الذي نمتلكه .
علينا أن نتذكر دوما أن لا نكف عن الثقة المطلقة بأننا نملك مفاتيح الخير
والجمال والقوة والسعادة في داخلنا وليس في الخارج .
إذا ما شعرت عزيزي القاريء بالخوف لحظة ، ركز ذهنك على تنفسك ، على هذه
النعمة المجانية التي لو إنقطعت لتوقفت حياتك كلها عن الإستمرار ، إنتبه
لتنفسك برهة ، لهذا الهواء الذي يدخل محملا بالعافية وقوة الإستمرار في
العيش ، تذكر أنك حي وأنك قادر على أن تتنفس وإنك بالتالي لست في خطر ولا
شيء قادر على أن يمنع منك هذه النعمة البسيطة العظيمة .
مجرد أن تتذكر هذا ، أنك لا زلت حي ، سينتفي الخوف وتشعر مجددا بالقوة
والثقة .
وستتذكر أن الحياة التي تمنحك نعمة الأوكسجين هي ذاتها قادرة على أن تمنحك
كل شيء شريطة أن تؤمن بقوتك الداخلية وثقتك بنفسك وحبك للحياة وللآخرين
وتحررك من المخاوف والهموم والأفكار السلبية التي تجول في ذهنك ليل نهار
وتعيقك عن التقدم والتطور .
إننا نملك جميعا قناعات مختلفة وآراء مختلفة ، ولكل واحد الحق في أن يملك
ما يراه مناسبا له وما يؤمن به ويستمتع ويجد فيه ذاته . مهما يحصل في هذا
العالم ، فإن هذا الذي تشعر أنه صحيحا بالنسبة لك ويتطابق مع تركيبتك
النفسية والذهنية ، هو وحده ما تعمل عليه وتنشط من خلاله ومثل هذا إن لم
تجده لحد الآن أو لم تكتشفه بعد ، يمكن أن تجده في داخلك ، في ضميرك ، في
جوهرك الأسمى ، فعليك أن تنفتح على داخلك وتتعرف على هذا الذي يناسبك والذي
تحبه أكثر والذي تشعر أنك ممكن تنجح به أكثر من غيره .
لا شك أن من الصعب على الواحد منا أن يتعرف على ذاته وهو وسط الناس دوما ،
سواء كانوا الأهل او الأصدقاء ... لهذا عليك أن تبحث لنفسك بين الفينة
والأخرى على مكان منعزل يمكن فيه أن تنفتح على ذاتك وتصغي لصوت روحك
الداخلية .
بذات الآن عليك أن تحذر من أن تقول لا أعرف الجواب ؟
لا الجواب موجود في الداخل ، أنت متعب لأنك لا تملك طريقك الخاص ، لا تعرف
ما تنفعل ، لا تعرف كيف تحل مشاكلك ، لا تعرف كيف تتخلص من همومك ، كيف
تحقق التقدم والرقي في حياتك ، لكن الجواب موجود في الداخل ، في جوهرك ،
وهذا الداخل لا ينفتح عليك وأنت بين الناس وفي حالة ضجيج وصخب مستمر ، عليك
أن تلجأ لذاتك وتعيش بعض الوحدة ولو قليلا وعندها سيأتيك الجواب .
حين تقول لا أعرف فإنك تغلق على نفسك أبواب حكمتك الداخلية ، بل قل أعرف
الجواب ولكن يجب أن أنفرد مع نفسي ، أتحرر من مخاوفي وضعفي ، أكف عن إنتظار
النجدة من الآخرين ، أكف عن لوم الآخرين ، أتحرر من حضور الآخرين ولو برهة
، وبذات الآن أهبط إلى بحيرات الروح الداخلية من خلال الصمت والتأمل
العميق والسياحة في الطبيعة الحرة ، وهناك سيأتيك الجواب .
قوة الكلمات الفصل الثاني _______

عودة إلى الطفل الذي في داخلك
___________________

أوحي لنفسك بالأفكار الإيجابية :
____________________

لا زلت أتذكر لغاية اليوم ، ذلك اليوم البهيج الذي عرفت فيه عبر كتاب عابر
أن أفكاري هي وحدها ما يلون مشاعري بلون أسود أو وردي وأن تلك الأفكار هي
ما يمكن أن يفسد حياتي أو يجعلها بهيجة وأنني حرة في أن أختار الأفكار التي
تناسبني إذا ما تمكنت من السيطرة على عقلي .
لقد حصل تحول كبير جدا في حياتي ، أعاد لي الثقة بنفسي وبالآخرين
وبالمستقبل .
لكن هل توقفت الأفكار السلبية عن غزو ذهني ؟ ابدا إنها لا تكف خاصة حين
يكون المرء متعبا أو مريضا أو يصاب فجأة بمفاجأة غير سارة ، إنما يجب أن
نحافظ على إنتباهنا لمثل هذه الأحوال لكي ما يمكن أن نسيطر عليها في الحال
قبل أن تتمكن من أن تستنبت بذورها ثانية في أذهاننا وتتلف حياتنا مجددا .
الإنتباه ... الإنتباه ... الإنتباه ... هو الوصفة الأكيدة للسيطرة على
المشاعر والأفكار وبالتالي إعادة السيطرة على العقل وتوجيهه صوب ما ينفعنا
حقا .
الأمر الثاني عزيزي القاريء هو الإيحاء ، قوة الإيحاء قادرة على أن تلعب
دورا كبيرا في سيطرتك على ذهنك وضبط إيقاع حياتك على ضوء المنهاج الذي
وضعته لنفسك والذي يمكن أن يوصلك إلى النجاح والتفوق والسعادة والأمان .
عليك بأن تقوم بالإيحاء لعقلك بصوت مسموع بإيحاءات بسيطة وقصيرة من قبيل ،
أنا سعيد ، أنا قوي ، أنا واثق من نفسي ، أنا مسيطر على دماغي ، أنا ناجح
ومتميز و... الخ . هذه الإيحاءات إذا قيلت بصوت مسموع وبدون أن تشغل نفسك
بالتفكير في مسألة هل هي صادقة أم لا ، يمكن أن تسرع عملية سيطرتك على
دماغك وتحقق لك الشعور الفعلي الذي تريد الإيحاء به ، فإذا رددت بلا إنقطاع
لعدة مرات ولنقل عشرة أو عشرون مرة أنك سعيد فستشعر فعلا بالسعادة والثقة
والإطمئنان ، كذلك لو قلت أنك قوي أو أنك متألق أو ناجح ولمرات عديدة ،
ستشعر في داخلك بهذا الشعور الذي أوحيت به ، ولو تكرر الموقف فعلا لوجدت
نفسك تتصرف وكأنك ناجح أو قوي أو سعيد ، هذه التصرفات ستنعكس في عيون
الآخرين شعورا بالحب أو الإحترام أو الإهتمام بك فتعود عليك مزيدا من
السعادة أو الإحساس بالقيمة أو الأهمية أو الثقة .
كل ما نزرعه عبر الكلمات يمكن أن يعود إلينا من عيون الآخرين أو من هذا
العقل الكوني الجبار الذي يدير الكون إذ سيعطينا هذا الذي صرحنا عبر
الإيحاء بأننا نريده . قل ما تريد أن تقوله بشجاعة وثقة وإيمان ولا داعي
للتفكير أو الأضطراب حين تقول إيحاءٍ لا زلت غير مقتنع به ، لا داعي
للقناعة فقط قل لنفسك شيئا جميلا لا يضر حتى لو لم ينفع في لحظته فهو بكل
الأحوال لن يضرك أبدا وتأكد أنه سينفعك إن لم يكن في ساعته ففي ساعة لاحقة .


الميراث السابق يجعلنا لا نصدق :
_____________________

أتعرف عزيزي القاريء لماذا تجد أن من الصعوبة عليك أن توحي لنفسك بشيء جميل
؟ حسنا ... إنه الميراث السابق لهذا النمط من التفكير والسلوك والعادات
التي تعودت عليها . إذا كنت طوال حياتك تؤمن أنك إنسان مشبع بالقلق أو
التردد وتريد الآن أن توحي لنفسك أنك قوي وواثق وشجاع ولا تعرف التردد ،
فهنا ستجد ممانعة تنبع من الداخل تقول لك لا أنت تكذب ، أنا متردد أو أنا
قلق دائما أو إني أخاف هذا أو ذاك من الناس .
هذا النمط السلبي من التفكير الذي تعودنا عليه وعشنا تحت ظله في دور الضحية
أو دور العاجز ، يمنعنا من أن ننهض لأنه يخاف من المصير المنتظر لهذه
الثورة على دور تعود عليه وشعر ببعض الأمان الزائف من خلاله ، لكن إذا كنت
منتبه حقا وصدقا إلى نفسك فستعرف في الحال سر هذه المراوغة الخبيثة من جانب
عقلك الباطن الذي أعتاد على النمط السلبي ولا يريد أن يغيره .
إستمر بالإيحاء ولا تبالي بمسألة التردد الذي يصيبك بسبب ميراث الماضي ،
بالعكس يجب أن تنتصر عليه بقوة إيمانك بأنك تريد أن تتغير لأنك بحاجة
للسعادة الحقيقية والنجاح الحقيقي وسبيلهما هو أن تغير أنماط تفكير لكي ما
يمكن للقوة والطاقة الداخلية المخبؤة في جوهر روحك أن تنطلق .
عليك أن تكون صبور ومتفهم مع نفسك وأن تؤمن بأن التغيير يتطلب الصبر
والكفاح وعدم التسرع والتهور الذي قد يؤدي بك إلى أضطرابات نفسية قاسية
يمكن أن تسبب شرخا كبيرا في داخلك .
من الطبيعي عزيزي القاريء أن نواجه ممانعة قوية في البداية وقد تستمر لفترة
من الزمن ، لكن يجب أن لا نيأس بل نكرر المحاولة مرات ومرات في اليوم
الواحد ، إيحاءات مستمرة ، إنتباه شديد لحركة العقل ونوع الإحتجاجات
الصادرة من الداخل ، ثم تأكيد الإيمان بأننا نملك الحلول في داخلنا وأننا
يجب أن ننجح ونتغير لكي ما نعيش بالصورة التي نحلم بها ونريدها ونؤمن أنها
تحمل لنا السعادة والمتعة والجمال والتفوق .

وتستمر المقاومة ، فلا بد إذن من إسلوب آخر :
______________________________

الحقيقة لم تستمر سعادتي مع تلك الإيحاءات الجميلة التي كنت أوحيها لنفسي
صباحا ومساء ، من قبيل أنا سعيدة وأنا قوية و... الخ . حتى بعد أن حققت
نجاحات كبيرة وتمكنت من أن أنال ثقافة سيكولوجية عالية وصارت لدي قدرات
طيبة في السيطرة على عقلي .
وجدتني مجددا أسقط في ذات الفخ الذي كنت فيه سابقا ، فخ السلبية والتردد
والإضطراب الداخلي واليأس والهزيمة .... !
يا إلهي ماذا أفعل ؟ لا أريد أن أعود إلى ذات الحال من الفشل والتعثر الذي
كنت عليه ... لا أريد ... يجب أن أنتصر ... !
ذهبت إلى بعض الأصدقاء من السيكولوجيين الذين كان لهم الفضل في إيقاظ عناصر
القوة في داخلي ، هتفت بهم ... إنني أنكسر ... أعود إلى ذات القفص الكريه
الذي كنت فيه قبل بضع سنوات .
أجابني أحدهم بكل ثقة ، " هل سامحتي أبويك ونفسك وهذا الطفل الذي في داخلكِ
؟ "
- ماذا ؟ هذا الطفل الذي في داخلي ؟
- نعم ... " لويزا " الصغيرة التي كنتيها يوما والتي لا زالت تعيش فيكِ بلا
شكِ وهي تشعر أنكِ لم توليها أي إهتمام وأنشغلتي عنها بإيحاءات القوة
والثقة ... ثم أبويكِ ... هل سامحتيهم عن هذا الذي فعلوه معكِ ؟ ... أنا
متأكد إنك لم تفعلي ذلك لحد الآن بشكل متقن ... صحيح إنكِ عالجتي أنماط
تفكيركِ السلبي وتخلصتي منها ، لكنكِ لم تتخلصي من جذورها الكامنة في
الماضي .... عليكِ أن تعودي إلى الماضي وتنظري له بعين رحيمة وتسامحي كل
هؤلاء الذين أساءوا لكِ وتغفري لهم أخطائهم وتتفهمي إشكاليات حياتهم ولماذا
فعلوا كل هذا الشر أو السوء معكِ . "
وعدت إلى بيتي وإلى أوراقي وصوري وكتبي ، بحثت عن جذور أسرتي وظروفهم ، قمت
مجددا بزيارة بعض من تبقى من أقاربي وكونت صورة جديدة لم أكن أعرفها عن
ظروف أبي وأمي وتربيتهما ولماذا فعلا معي هذا الذي فعلاه ولماذا إنفصلا عن
بعضهما ، ولماذا كان زوج أمي قاسيا معي وما هي ظروفه التربوية في الطفولة
... جمعت أقصى قدر ممكن من المعلومات وناقشتها مع نفسي وشعرت بأني كنت
مخطئة في قسوتي على هؤلاء ، لقد كانت ظروفهم ذاتها قاسية ، لم يكنوا أصحاء
بالكامل ولا كانوا سعداء ، وبالتالي فمن الطبيعي أن لا يستطيعوا منحي
السعادة والثقة ، فالإنسان لا يستطيع أن يعطي ما لا يملك .
شعرت بأني يجب أن أسامحهم جميعا وأعفو عنهم لكي ما أتركهم بسلام في حياتهم
في عالمهم الآخر أو في شيخوخة من لا زال حيا منهم في مصحة للعجزة .
وعدت إلى هذه الطفلة الصغيرة التي لم أنتبه لها جيدا ، " لويزا " الصغيرة
التي لا زالت حية في داخلي وتوهمتها قد كبرت ونضجت . وجدت أنها لا زالت
موجودة ولا زالت تعاني من عدم ثقتي بها وعدم حبي لها ، عدت إليها ، جلست
الساعات الطويلة لوحدي مع نفسي وبدأت أقلب صور طفولتي القديمة ، أتلمس
أثوابي العتيقة ، أحدث هذه الطفلة فيّ بحب وإهتمام ، وأنشغلت أيام عديدة
بإيحاءات جديدة موجهة إلى لويزا الصغيرة ، من قبيل ... أنا أحبكِ يا صغيرتي
... أنت رائعة ... أنظري إلى أين وصلتي وكيف نجحتي ... أنا بدونكِ لا شيء
يا صغيرتي ... ستبقين حية فيّ وسنلعب معا وستكون سعيدة ... أنا أحترمكِ يا
صغيرتي ... أنتِ لم ترتكبي أي أخطاء كبيرة ... أنتِ ذكية وجميلة ورائعة
وناجحة ... أنا أحبكِ وأحترمكِ وستعيشين فيّ إلى الأبد ... !
وشفيت مجددا من الخوف والتردد والضعف الذي إنتابني ... شفيت إلى الأبد
وتعزز نجاحي .
هذه التجربة الصغيرة عزيزي القاريء ، أستعرضتها أمامك من حياتي الشخصية
لأبين لك أن الطريق ليس معبد دائما وأننا لا يمكن أن ننجح في إستخراج القوة
التي في داخلنا بمجرد أن نؤمن بها ونثق بها ونعبد لها الطريق ... لقد عمدت
في الفصل الأول إلى أن أضع أمامك الأساس العام الذي يجب أن تنتهجه
لإستخراج الدرر الدفينة في روحك ، وعندما تأكد لي أن الطريق لم يكن سهلا
معي ولا معك عدت في هذا الفصل لأتعمق أكثر في داخل روحي وأظنك ستفعل ذات
الأمر إذا ما وجدت أن الإيمان بقوة الداخل وبالعقل الكوني لا يكفي لوحده
للوصول إلى منابع الثروة الداخلية .
أعود لأؤكد أنه حيث تصادفك معوقات قوية جدا لا تجيز لك أن تغير نمط تفكيرك
السلبي فإذن هناك قوة في الداخل تعمل ضدك ، هذه القوة هي قوة العادة أو قوة
الماضي أو ذكريات عميقة في داخلك لا تريد لك أن تنتصر إلا بأن تنتبه لها
وتعالجها بالحب والرحمة والمغفرة .
سامح نفسك ، وسامح اولئك الذين أساءوا لك ، عندها يمكنك أن تمتلك الشجاعة
والقوة للتقدم بإتجاهات جديدة لم تكن واردة في مخيلتك سابقا .
حذار من النقد واللوم الذاتي :
__________________

من أخطر ما يواجهه المرء الذي يريد أن يغير نهج حياته وأنماط تفكيره
السلبية إلى إيجابية هو أنه يكثر من اللوم والنقد الذاتي المبالغ به وهو
يتوهم أنه بهذا يمكن أن يتخلص من مساوءه ، بالعكس أنت لا تستطيع أن تغير
ذاتك بأن تحاربها ، بل عليك أن تكون حازما في تحمل المسؤولية عن أخطاءك
وبنفس الوقت متفهم لأسباب تلك الأخطاء ، لا أن تكون حاقدا على نفسك .
تحمل المسؤولية بشجاعة ولا تلقي اللوم على الأخرين أي كان هؤلاء الآخرين
وبذات الآن كن غفورا مع نفسك ومحبا لها وعطوفا عليها .
إنتبه عزيزي القاريء إلى الكلمات التي تقولها لنفسك ، حذار أن تقول كلمة
سلبية حتى ولو من باب التواضع أو في حالة المرح ، لا بل قل كلمات إيجابية
لنفسك وإذا تذكرت هفواتك ولحظات فشلك أو هزيمتك قل لنفسك " لقد كنت بقدرات
أقل مما لدي الآن وكانت ظروفي آنذاك صعبة وبالتالي فلا أتوقع أن أكون أفضل
مما كنت ، المهم أني الآن بخير وأن تقدمي متواصل " .
__________________________________________________ ______________
ونكتفي بهذا القدر من إستعراض تجربة لويزا هاي وأفكارها في إصلاح الشخصية
وتطويرها آملين الإلتقاء في الفصل الثالث في القريب ، مع تأثير الكلمات
وقوة الإيحاء في بناء الشخصية .

___________________

أكد لنفسك بصوت مسموع وفي كل يوم هذا الذي ترغب فيه وتريده
قله بلغة تعبر عن أنه حاصل فعلا وأنك تملكه حقا ، لا بأنك تتمناه أو
تريده فقط وأنه لا زال في علم الغيب .
___________________________________________

قانون عمل العقل
________________

تعرفون جميعكم أعزائي القراء أننا نملك للفيزياء قوانينها ، فلدينا قانون
الجاذبية والكهربائية والمغناطيسية ، بذات الآن لدينا قوانين الروح من قبيل
قانون السببية أو النتيجة والسبب ، حيث لكل فعل رد فعل ولكل فعل نفعله
اليوم نتيجته الأكيدة التي قد تأتي في الحال أو لاحقا . ما تبعثه اليوم
يعود لك غدا ، أما العقل فله أيضا قوانينه وهذا ما يعنيني في هذا الفصل .
كيف تعمل قوانين العقل ، لا أعرف .. بصراحة ... !
لكني أظن أنه حين نفكر ، أو حين نتلفظ بقول ما أو جملة معينة ، فإن هذا
الذي نقوله ينتقل إلى العقل بطريقة أو أخرى ثم يعود إلينا ثانية من خلال
شعور ما أو حالة نفسية معينة ، إيجابية كانت أو سلبية حسب نمط هذا الذي
قلناه أو تلفظناه بوعي أو بدون وعي حتى .
لقد صار معروف لدينا بشكل عام بعد التطورات الحديثة التي حصلت في علم النفس
في البضع سنوات السابقة أن هناك علاقة كبيرة بين العامل الذهني والعامل
الفيزيائي أو المادي . لقد صار معروفا لدينا كيف يعمل العقل وعرفنا أن
أفكارنا لها قدرة عظيمة على الخلق ، صحيح أنها تتجول بحرية في أدمغتنا وأن
من العسير ضبط مسارها والتعرف على كيفية فعلها الفيسيولوجي او الفيزيائي ،
ولكنها بشكل عام
خلاقة وفاعلة وهذا ما يؤكده العلم وما يجب أن نؤمن به .
ولهذا أصل إلى نتيجة إلى أن ما تقوله لنفسك سيفعل فعله في الداخل بلا أدنى
شك ، فأنتبه لهذا جيدا .
غن تقدما عظيما يمكن أن يحصل في بناء شخصيتك إذا ما أصغيت بعناية لهذا الذي
تقوله لنفسك أو لهذا الذي يدور في ذهنك من كلمات وأفكار . بالإنتباه لما
تقول أو لما تفكر به في لحظتك ، يمكنك أن تغير مسار الكلمة أو الفكرة التي
تقال فتستبدل السلبي منها بالإيجابي .
ماذا يحصل إذا فعلت ذلك ؟ سيتغير بالتأكيد إتجاه سلوكك أو رد فعلك الذي
تبنيه على أساس ما تقول أو ما تفكر به وبالنتيجة ، سيعود لك من الخارج أي
من الناس أو الظروف رد فعل مقابل سيكون في الغالب إيجابي ، لأن ما تقوله أو
تبعثه إلى الخارج سيعود لك من ذات الصنف أو ذات النوع .
إن في الكلمات عزيزي القاريء قوة عظيمة جدا ، أغلبنا للأسف الشديد غير واعٍ
لها .
إننا نقول غالبا كلمات لا نفكر بها أو بالكيفية التي نقولها بها ، إننا لا
نمنح قاموس كلماتنا هذه الحيوية والتجديد والتجميل المطلوبين الذين يمكن أن
ينعكسا على كامل نفسيتنا وسلوكنا ومشاعرنا ، وفي الغالب يفضل الكثيرون منا
الحديث عن السلب على الإيجاب وكأننا نستمتع بالسلبيات رغم إنها لا تمنحنا
سعادة أو بهجة حقيقية ولا تحقق لنا أي تقدم في حياتنا .
في المدارس تعلمنا ونحن أطفال قواعد اللغة ، لكننا لم نعنى بالمعنى من تلك
الجمل التي نقولها أو نكتبها ولم نتعلم أن لدينا الحرية في أن نختار
الكلمات أو الجمل التي نريد أن نقولها أو التي يمكن أن تكون بديلا أفضل عن
الكلمات التي قيلت لنا .
كانت هناك إمكانية أكبر لأن نُعلم كيف نكون أحرارا في أن نصنع بدائل عديدة
تحمل ذات منظومة القواعد وبذات الآن يمكن أن تكون أجمل وأكثر إيجابية . خذ
على سبيل المثال جملة من قبيل : " الجندي يقاتل الأعداء " ، هذه الجملة
العدوانية الكريهة تحمل منظومة قواعد ولا شك لكن إنتبه للمعنى الذي يرد
فيها إنه معنى كريه ، يوحي بشكل أو بآخر بالقتل ، فهل من الجدير على الطفل
أن يتعلم القتل بينما هو مناظ به أن يتعلم تركيب جملة من فعل وفاعل ومفعول
... الخ .

لا أحد يقول لك في المدرسة أن هذه الأفكار
هي المطلوب منك أن تتقنها ، لا إنهم يقولون لك نريد ان نعلمك القواعد
اللغوية ، إنما هي تتسلل إلى داخل الذهن وتترك أثرها حتى دون أن يشعر ربما
المعلم ذاته .
بذات الآن فإن معلمينا لم يقولوا لنا أننا نستحق أن نعيش طفولة سعيدة ، لا
أحد منحنا الإحساس بالقيمة خارج إطار اللغة والقواعد وضوابط السلوك ، لا
أحد منحنا الإحساس بإننا أكثر من أطفال جهلة لا يعرفون شيئا ، بإننا
مخلوقات جميلة يمكن أن يكون لها مستقبل زاهر ، لا أحد قال لنا أنا أحبكم
لكي ما نتمكن من أن نحب أنفسنا ونحترمها ونؤمن بها .
لهذا حين كنا أطفال كنا لا نكف عن الصراع مع بعضنا والتلفظ بأقبح الألفاظ
ضد بعضنا البعض لأننا كنا نشعر بأن الآخرين لا ينظرون لنا بحب فلماذا نحب
أنفسنا أو بعضنا .
في المدرسة كما في بيوتنا ، كنا لا نسمع إلا الزجر والتأكيد على إننا
أغبياء لا نفقه شيء ، هذا هو ما شوه مستقبلنا إذ ترسبت تلك الكلمات الكريهة
في أعماقنا وغدت مع مرور الزمن أثقالا نحملها في الداخل فتنعكس على
تصرفاتنا وسلوكنا تشاؤما وكراهية وضيق نفس وقلة صبر وتردد وخوف وملل .

تحدث مع نفسك بطريقة جديدة :
____________________

لو تتذكر عزيزي القاريء أيام طفولتك الأولى وكيف أنك سواء في المدرسة أو في
البيت كنت تتلقى أوامر من قبيل : أكتب هذه الجملة أو إقرأ هذه الصفحة أو
رتب فراشك بنفسك أو أجلب لي ماء أو أفتح الباب ... الخ . كنت تتلقى مقابل
هذه الممارسات الصغيرة التي تقوم بها ، تتلقى إذا ما نجحت في إدائها إطراء
من الأب أو المعلم أو الأم أو حتى جارك ، أو بالعكس تتلقى التوبيخ إذا ما
فشلت .
هنا إرتبط في أذهاننا أن حب الآخرين أو كراهيتهم ، نقمتهم أو إطرائهم هو
غالبا يرتبط بما نفعل لا بشخصيتنا الحقيقية . إنه حب مشروط أو كراهية
مشروطة لا علاقة له بجوهرنا أو روحنا الحقيقية أو القيمة الحقيقية
الإستراتيجية لوجودنا بين أهلينا أو في المدرسة .
إذن فهي عواطف ذات نفس قصير وطابع وقتي .
هذا السلوك من قبل الآخرين وهذا النمط من العواطف إستنبت في داخلنا شعور
عميق بإننا لا قيمة لنا إلا ضمن تلك الضوابط أو تلك الممارسات ، بغيرها
فنحن لا شيء ووجودنا عبثي إن لم ننجح في أن نعكس الصورة التي أريد منا أن
نتمظهر بها حتى لو إنها مغايرة لما نريده من أنفسنا أو ما نحسه في داخلنا
من هوية خاصة يجب أن ترى النور .
حين نكبر وبدون أن نشعر نقيم أنفسنا بذات المقاييس التي خطها آبائنا أو
معلمينا ونتوقع أو نريد من أنفسنا أن نكون ذات الصورة وهنا نصاب بالتناقض
الحاد والخيبة كلما فشلنا في أن ننجح في إعادة رسم ذات الصورة .
بذات الطريقة فإن نمط حديثنا مع أنفسنا يأتي بذات لغة الأبوين أو المعلمين
حتى دون أن نشعر بذك غالبا .
إننا دون ما وعي منا ، نعيد إستنساخ تجارب الآخرين الذين كانوا ينظرون لنا
بأقل قدر من الحب وبأكثر قدر من الأوامر والتوجيهات التي يمكن في تصورهم أن
تبنينا على ذات النمط الذي يريده المجتمع . حين نحاول أن نقاوم هذا
الإتجاه نعاني بقسوة وحين نريد أن نتحرر من هذا الشكل السابق رسمه ونفشل
تجدنا نعود فنلوم أبوينا ومعلمينا .
ولن نصل بمثل هذا إلى أي نتيجة في واقع الحال ، فقط سنظل حبيسي ذات الفخ
القديم ، فاللوم والتثريب لن يجدي شيئا وعلينا أن نعود لقراءة نمط تفكير
أهلينا ومستوى وعيهم ونقول لأنفسنا مساكين ، لقد كانوا يتصرون إنهم على حق ،
إنما يجب أن نحافظ على الإيجابي في أقوالهم ونتخلص من السلبي ونتحرر من
نمط تقييم أنفسنا على أساس ما نحقق من نجاحات أو على أساس ما يصيبنا من فشل
. يجب أن نؤمن عزيزي القاريء أننا كبرنا على الدرس وأننا يجب أن نحب
أنفسنا بغض النظر عن النجاح أو الفشل ، يجب أن نتحرر من هذا التقييم الظالم
لأن الفشل ليس معناه نهاية الحياة وإننا بالنقد واللوم لن نستطيع أن نخرج
من حقل الذات أجمل ما فيه من زهور وثمار ، بل من خلال الرحمة مع الذات
والحب لها يمكن أن ننجح ونخلق الحياة التي نحلم بها ونريدها .
إنتبه لهذا الذي تقوله لنفسك ، إصغي بعناية . إن شعرت أنك تقول لنفسك قولا
سلبيا ، سارع إلى إستبداله بقول إيجابي ، إن سمعت قصة أو حكاية سلبية حاول
في الحال أن تتحرر منها بدلا من أن تنقلها لآخرين لتنشر دون إرادة منك حالة
السلب التي قد تعود إليك لاحقا بما هو أسوأ ، أما إذا ما سمعت قولا أو
حكاية إيجابية فمثل هذه من الضروري أن تسعد بها الآخرين لأنها قطعا ستعود
عليك مزيدا من الحب والإحترام والأرتياح لحضورك مع اولئك الذين لا يسمعون
منك إلا كل خير .

كل يردد ما في جعبته :
______________

لو إنك إنتبهت وأنت تجلس مع شخص ما إلى الطريقة التي يتلفظ بها وتلك
الملامح التي تبدو على وجهه والسكنات حين يتحدث ، ستجد في الغالب أن هذا
الشخص يتحدث من نمط محفوظ في عقله الباطن ربما يكون هذا النمط عائد إلى
أباه أو أمه أو معلمه أو إلى خبرات كونها في حياته السابقة فأثرت في نمط
تفكيره وطريقة إداءه .
ليس هناك من هو حر من تركة الماضي أو من خبراته الذاتية وهناك لا شك الكثير
من الإيجاب في هذا ، إنما بذات الآن هناك الكثير من السلب .
لو إنك سمعت كلمة " يجب " أو " واجب " لمرات عديدة على لسان المقابل فإنك
بالتأكيد ستستنتج أن هذا أو هذه المسكينة مشدودة بقوة إلى إلتزامات قاسية
لا تعبر بالضرورة عن ما في روحه أو ضميره .
كلمة " يجب " أو " واجب " هي كلمة بشعة تعبر عن العجز الذاتي والعبودية
لهذا الذي قيل لنا أو تعلمناه من المدرسة أو من قيم المجتمع والتي صارت
مقاييس لمدى صلاحنا من فسادنا .
لا أقول هنا أننا لا يجب أن نؤدي ما علينا تجاه المجتمع أو تجاه آبائنا أو
أبنائنا وأوطاننا ، لكن إختيار الكلمة أو اللغة التي توحي بالإلزام الحاد
تعبر عن إننا لا زلنا غير مقتنعين بهذا الذي يراد منا قوله أو فعله وفي
الغلاب فنحن أما أننا لا نفعل ما يراد منا رغم تردادنا لكلمة " واجب " أو
إننا نفعلها بدون حب وإلا لما قلنا واجب أو لما كررنا هذه الكلمة عشر مرات
في أي محادثة مع أي غريب أو صديق .
إنتبه لهذا عزيزي القاريء من أجل أن تتحرر من الواجبات أو أن تحيل الواجبات
إلى أفعال جميلة تفعلها بقناعة وحب لا لمجرد أن ترضي الآخرين وتسبب لنفسك
التعاسة .
في قناعتي ليس هناك واجب إلا تجاه ذاتك أولا ... أن تحبها وتحترمها وترعاها
لأنها هي أداتك للعيش السعيد الموفق ، ثم بعد ذلك حاول أن تعيد تقييم
واجباتك على أساس ضروراتها لإستمرار حياتك وإستمرار تطورك وبذات الآن على
أنها ثمن يدفع ضمن ما تأخذه من الحياة من مكاسب ونعم وليس كواجب لا مقابل
له .
أحبب واجباتك من حيث أنها جزء من سعادتك وليس واجبا مفروضا عليك ، ثم إختر
كلمة أخرى تعبر عنه ، من قبيل " أنا أحب أن أساعد والدي ، ولا تقول واجبي
أن أساعد والدي " .
إنتقاء الكلمات مهم عزيزي القاريء فحاذر وأنت توحي لذاتك أو تتحدث معها ،
حذار من إنتقاء الكلمات التي تشعرك بالعبودية والعجز .
لو إننا رفعنا من قاموسنا الذاتي كلمة " واجب " لشعرنا بسعادة الحرية الحقة
ولتخففنا من ضغط هائل يثقل قلوبنا ويعكر أمزجتنا ويفسد حياتنا .
كذلك يكرر الكثيرون منا كلمة " لكن " ... هذه الكلمة أيضا تعبر عن الإعاقة
الباكرة التي نوقعها على فعل نروم فعله . إننا نسبب لأنفسنا الإضطراب
الشديد بإعتمادنا هذه الكلمة ضمن أقوال نقولها لتعبر عن نية معينة أو فكرة
معينة أو تقييم ما ، فمثلا نقول : " الحقيقة أنني أفكر بإكمال تعليمي لكن
.... " هنا أوقعت نفسك في إضطراب وخلقت إتجاهين كانا في الأصل واحد موحد ،
هذه " اللكن " حرفتك عن نية معينة حتى قبل أن تبدأ إذ أدخلت النفي عليها .
طبعا لا أقول عزيزي القاريء أننا لا ينبغي أن نتبصر كل الإحتمالات قبل أن
نفعل فعلٍ ما ، لكن ... في الإيحاء الذاتي لنفسك ، حذار أن تكرر كلمات من
قبيل " لكن أو يجب أو كلمة النفي كلا " ، لأن مثل هذه الكلمات تؤدي للعجز
وتقلل من فرص حصول فائدة من الإيحاء الذاتي .
كلما تحاورت مع ذاتك أو الآخرين في أمور ذات طابع شخصي لك أو لهم ، من
الضروري أن تقلل من إعتماد الكلمات المعوقة للحرية لأن التطور الذاتي لا
يحصل ( لا لك ولا للآخرين الذين يطلبون منك النصيحة ) من خلال إعتماد مثل
هذه الكلمات .
أما إن كان حديثنا مع الآخرين ذو طابع عمومي غير شخصي فلا ضرر من مثل هذه
الكلمات .
من العبارات التي لا نكف عن تردادها أيضا وتفعل فينا فعلا معكوسا بالكامل
وفي أغلب الأحيان هي عبارة " لا تنسى " والتي نقولها لتأكيد فعل نود من
الآخر أن لا ينساه وبالنتيجة تجد أنه ينساه حقا وكأننا قلنا له إنساه ولم
نقل لا تنساه ، لماذا يحصل هذا ؟
كلمة " لا " في العبارة " لا تنسى " ، هي ما تؤدي إلى النسيان لأنها في
الواقع كلمة لا معنى لها ولا يحتفظ العقل الباطن بأي صورة لها ، بعكس ما لو
قلنا الكلمة الإيجابية التي يحبها العقل الباطن ويعتبرها وهي كلمة " تذكر "
. حين نقول العبارة " لطفا تذكر أن .... " فأنت هنا تحفز العقل الباطن على
التذكر أما حين تقول " لا تنسى " فإنك كأنما تحفز العقل الباطن على
النسيان لأن كلمة " لا " السلبية كلمة يكرهها كل واحد منّا في داخله ولا
يريد أن يطبقها مضافا إلى أن العقل الباطن لا يحمل لها أي صورة أو لون أو
شكل بحيث يمكن أن يضعها في الإعتبار ، ولهذا تجده يقفز إلى كلمة " تنسى "
وكأنك طلبت منه أن ينسى ، فيقوم بفعل النسيان .
أمر آخر عزيزي القاريء ... أسألك .. ما هي آخر الكلمات أو العبارات التي
تقولها لنفسك أو تدور في ذهنك قبل أن تغمظ عينيك وتغفو ؟ أهي كلمات إيجابية
متفائلة ؟ أم إنها كلمات سلبية من قبيل : لقد كان يوما كريها هذا الذي مرّ
علي ... لقد تعبت من كذا وكيت ... الناس لا تحبني ... الظروف تأبى أن
تتغير ... الخ .
هذه الكلمات الكريهة أو الأفكار التي تدور في ذهنك وأنت توشك على النوم ،
ستنعكس على غدك فتجعله ربما أسوأ من يومك إن لم يكن مثله تماما ... !
كم هو حري بك أن تقول لنفسك شيئا إيجابيا من قبيل ... الحمد لله لقد كان
يوما حافلا ، رأيت كثير من الوجوه الحبيبة وأستمتعت بكذا وكيت ... ، أنت لا
تخسر شيء إن قلت هذا لكنك ستربح ولا شك نوما هادئا وغدا سيكون بالتأكيد
أحسن ، لأن ما نقوله اليوم سينعكس على الغد فيلونه بلونه ، إن قلت شيء جميل
إنعكس لونا ورديا على غدك ، لأنك ستستيقظ وأنت متفائل وسعيد بعد نوم هاديء
وأحلام جميلة ، وبالتأكيد سيلعب العقل الكوني الذي تحدثنا عنه في الفصل
الأول ، سيلعب دوره في إغناء يومك بالمصادفات الجميلة والنجاحات الصغيرة
التي يمكن أن تؤسس لنجاح خارق كبير إذا ما تكررت .
بذات الآن كيف تبدأ نهارك لحظة أن تستيقظ ؟
هل تبدأو يا ترى بالشكوى من قلة النوم أو الأرق أو قسوة الفراش أو أوجاع
الظهر ؟
هل تبادر في لحظة نهوظك إلى التشكي من العمل الذي أنت ملزم للذهاب له ؟
هل تشرع بإيقاظ أطفالك بالصراخ الهستيري من أجل أن يذهبوا للمدرسة ؟
أم إنك تستيقظ وأنت تردد لنفسك ، إنه نهار جميل ولا شك ، لقد كان نومي
بهيجا وأمامي يوم حافل بالسعادة ... !
هذين النوعين من السلوك هما الشائعان بيننا نحن البشر وفي الغالب تجدنا
نسلك السلوك الأول ولهذا فإننا نحكم على يومنا كله بالتوتر والعصبية والضجر
، لأننا نبدأه أصلا بداية سيئة .
هذين اللحظتين عزيزي القاريء ، لحظة الرقود ولحظة النوم يلعبان دورا حاسما
في ليلنا ونهارنا ، فهما يلونانه أما باللون الأسود الكريه أو باللون
الوردي الجميل . هذه حقيقة ... " المثل يقول إضحك تضحك الدنيا لك ، إبكي
... لا أحد يبكي معك " .























____
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://nass-elghiwane.mam9.com
بـ الغيوان ـوح
المديرة العامة
المديرة  العامة
بـ الغيوان ـوح


عدد المساهمات : 109
تاريخ التسجيل : 18/09/2012

 أنت تملك القوه في داخلك  Empty
مُساهمةموضوع: رد: أنت تملك القوه في داخلك     أنت تملك القوه في داخلك  Emptyالسبت سبتمبر 29, 2012 11:43 pm


العقل الكوني ، هذا الذي يوصل بين كل
العقول في رابطة خفية سرية ، يتأثر غاية التأثر بنوع كلماتنا ونوع سلوكنا
ونوع مشاعرنا ، كلما كنا إيجابيين محبين للحياة وللآخرين ، كان رد فعل
العقل الكوني أنه يسلط علينا رحمته من خلال مصادفات جميلة وفيوض من الخير
لا ندري من أين تأتي إنما هي تأتي بفضل تفاؤلنا أما إن كنا متشائمين حانقين
ضجرين فإننا نغلق كل أبواب التواصل مع جوهرنا الروحي وكذلك مع القوة
الخلاقة العظيمة التي تحكم الحياة على هذه الأرض ، لأن هذه القوة هي حب
خالص وخير عظيم ورحمة وتفهم ، وينفع في شدها إلى صفنا أن نكون منفتحي
العقول والقلوب .
من الحقائق الأكيدة عزيزي القاريء هو أن النوم يقوم بشطف وتنظيف الدماغ
بالكامل طوال تلك الساعات الجميلة التي تسترخي بها العقول وتنام العيون ،
حقيقة يفترض أننا نلد من جديد في اليوم التالي بعد أن نستيقظ ، لكن للأسف
نحن نشوه حتى تلك الساعات التي ننام بها ، إننا ننقل لها أمراض النهار
ومتاعبه بحيث يغدو من الصعب على عملية النوم أن تكون متقنة تامة ناجحة كليا
.
أنا شخصيا أختار أن أقوم بقراءة شيء مرح خفيف قبل النوم لكي أنقل لنومي
العميق بقايا ضحكاتي وإبتساماتي وإسترخائي الذهني فأسرع بعملية الشطف
والتنظيف التام التي يقوم بها الدماغ لنفسه إثناء النوم ، في الغالب أنام
بعد وجبة خفيفة وغالبا ما اؤدي صلاة شكر بسيطة قبل النوم ، شكر للحياة التي
منحتني يومي الجميل هذا والتي تعدني بيوم آخر جميل .
الإيحاءات قبل النوم مهمة جدا عزيزي القاريء ، إيحاءات إيجابية يمكن أن
تتحول إلى أحلام جميلة في النوم ويمكن أن ترد في عقلك الباطن رؤى صادقة
يمكن أن تغير حياتك بأكملها .
كثير من عظماء الأدب الإنساني والفلاسفة والمفكرين بل وحتى كبار رجالات
السياسة والمال ، نالوا خلال النوم رؤى صادقة غيرت حياتهم بأكملها وهذا من
بعض غرائب الحياة أو كنوزها العظيمة التي يمكن أن تتفتح أمام اولئك
المتفاءلين الشاكرين السعداء بحياتهم رغم قسوتها الظاهرة .
ومهما تكن الحياة قاسية أو هكذا تبدو لنا فإن الحل دائما بأيدينا ، شريطة
أن نتفاءل ونتأمل بعمق ونسترخي ولا نشد أعصابنا أو نتوتر او نستعجل الحل
ونقسره قسراً .
الفصل القادم
كيف يكون التواصل مع الآخرين عميقا :
حين قررت مع نفسي أن أكف عن ترديد الأحاديث السلبية والحكايات المتشائمة
والأخبار المثيرة السخيفة ، شعرت أني لا أملك ما أقوله لأصدقائي ... حقيقة
كان موقفا صعبا في البداية ، كيف لي أن أقنعهم أنني أريد أن أتحرر من
الأحاديث السلبية لأنها تحمل شحنات طاقة سالبة تفسد مزاجي وتعكر ليلي
ونهاري ، ثم قوة العادة والتكرار لعشرات السنين لم يكن من السهل الإنتصار
عليها بسرعة .
لاحظ أصدقائي إرتباكي وحسبوا أني متعبة ، لكني في الواقع كنت مضطربة ،
المهم ... مع الإصرار على هذا النهج الجديد أمكن لي أن أتحرر بالكامل وبذات
الوقت لاحظت أني أصبحت أكثر إبهاجا لأصدقائي ومعارفي ، كيف ؟ عوضا عن
الكلام ، صرت أصغي بعناية ، إنتصرت على الرغبة في الكلام بالكامل فأمكن لي
أن أعوض ذلك بالإصغاء الجيد ، بالنتيجة أصبحت أكثر فهما للآخرين وأكثر قدرة
على التعرف على أنماط تفكيرهم وما يعانون منه وما يتعبهم وصرت أقدر على أن
أنفعهم من حيث قدرتي على طرح الحلول أو الإقتراحات الأنسب والأكثر وضوحا .
أنظر كيف أن خلق عادات جديدة يحمل معه دائما متغيرات مفيدة لنا وللآخرين .
بدلا من أن نثرثر في أمور سلبية تفسد أيامنا وليالينا ما أجدرنا بأن نتحدث
عن الإيحابيات فقط ونتبادل النصح والمشورة ونستمتع بالأشياء الحلوة فقط في
الحياة ، وبالنتيجة يزداد الخير في حياتنا .
لا أكتمك ، هناك أناس لا يرتاحون لك لو إنك لا تكف عن التحدث عن الإيجابيات
، مثل هؤلاء لا يتحملون الخير والنجاح لأنهم فاشلون ، إنما يمكن أن يفرحوا
بك ويرتاحوا لك لو إنك حدثتهم عن مصائب الآخرين لأن مثل هذا فقط يسعدهم
حيث هو يعيد لهم التوازن المفقود بين فشلهم وإحباطهم وقسوة حياتهم وبين
الخير والنجاح الموجود لدى الأخرين .
إنهم لا يطيقون وليتهم يستمعون لك أو يستتشيرونك في السبيل للخروج من حالة
الفشل التي يعانون منها عوضا عن أن يستمتعوا بالشر وتعاسة الآخرين .
على أية حال ، مثل هؤلاء كثيرون جدا ، وبالتالي فمن الخير أن تتخلص من
صحبتهم إن لم يكن بمقدورك أن تحتملهم أو أن يحتملوا تفاؤلك وإيجابيتك ،
المهم أنك لا يجب أن تخسر روح التفاؤل لأن هذا وحده هو ما يمكن أن ينقلك من
حالة الفقر المادي والروحي والتعاسة واليأس إلى حالة النجاح والتفوق
والسعادة .
التشاؤم لا يوصل لشيء أبدا ، والسلب لا يأتي منه إلا السلب .
تذكر هذا وأحرص على صفاءك وتفاؤلك وأستمر بالإيحاء لنفسك بالإيحاءات
الإيجابية فقط ، لأن هذه لها القدرة على أن تتحول إلى متغيرات حقيقية
ملموسة .


قوة العقل الباطن :
___________


على ضوء هذا الذي طرحناه بشأن لغتنا ونوعية الشحنات السلبية أو الإيجابية
في كلامنا وتأثيرها في سلوكنا وأفعالنا يجدر بنا عزيزي القاريء الكريم أن
نتحدث عن العقل الباطن ، لأنه بالنتيجة هو مستودع كل أسرارنا وهو وحده ما
يتلقى الكلمات ويختزنها وينفعل بها ويستجيب لها .
يتميز العقل الباطن بأنه لا يتدخل في أحكامنا ولا يمتلك القدرة على التحكيم
وتقييم الإشياء بذاته من حيث أنها سلبية أو إيجابية . إنه فقط يطيع ما
نودع فيه من معلومات أو خبرات .
العقل الباطن يحبنا بقوة ويثق بنا بلا حدود ولا يعترض مطلقا علينا ويأخذ كل
ما نقوله على محمل الجد .
إنه لا يعرف المرح ولا يميز بين الجد والهزل ، العبارة التي نقولها مهما
كانت صغيرة فهو يتأثر بها بالكامل ويستجيب لها ، فلو إننا تحدثنا عن الصداع
مثلا ولفترة توهم العقل الباطن أننا نريد صداعا في الحال فأستجاب ومنحنا
هذا الذي نريده أو لو إننا أظهرنا رغبة أو إشتهاء ما إستجاب لنا وأنفعل
بتلك الرغبة وعكسها لنا مجددا في خليط من الصور الداخلية التي يمكن أن ترد
في الأحلام أو في اليقظة ، أما إن شئنا أن نفكر إيجابيا فإنه يتأثر ويعكس
لنا الصور الإيجابية التي تناسب الحال وربما أتحفنا بفكرة ذكية تناسب هذا
الذي نريده أو أستحثنا على حركة ما تناسب هذه الفكرة أو هذه الرغبة التي
طرأت .
إذن فإن العقل الباطن هو الخادم المطيع الذي يمكن أن يفقرنا أو يغنينا حسب
رغبتنا فقط ، فلو شئت عزيزي القاريء أن تتخلص من الأفكار السلبية فإن العقل
الباطن بدوره سيخدمك في ذلك فيكف عن طرح الصور السلبية ويستبدلها بإيجابية
محفزة للحيوية والأمل والتفاؤل والنجاح .
العقل الباطن لا ينسى ولا يهمل أي شيء وهذا مكمن الخطورة فيه على كامل
حياتنا .
أنت ربما فكرت الآن فكرة سلبية وتوقفت عنها بعد لحظة ، المشكلة أن العقل
الباطن يختزن نسخة منها تماما كما يختزن القرص الصلب للكمبيوتر نسخا من كل
صفحات المعلومات التي تشتغل عليها .
هذه المعلومة السلبية التي يختزنها العقل الباطن في جوفه يمكن أن يخرجها في
أي لحظة وبالذات في لحظات المرض أو التعاسة فيتراكم السلب في حياتك أكثر
فأكثر ، بذات الآن اللحظة الإيجابية أو العبارة الإيجابية التي توحيها
لنفسك أو تقولها للآخرين يمكن أن يعيدها عليك العقل الباطن مرات ومرات
فيحصل لديك تراكم إيجابي .
لو إنك قلت مثلا لنفسك كلمة وأنت في حالة الغضب من قبيل : يا إلهي كم أنا
غبي ... !
يستمع لك العقل الباطن ويختزن الكلمة وكأنك تأمره بأن يؤكد لك بأنك غبي ،
فيقوم فعلا بعد برهة بفعل يؤكد هذا الغباء ، أو لو إنك قلت : أنا حزين ،
قام العقل الباطن بإعطاءك المزيد من الحزن وكأنك كنت تريد أن تكون حزين .
إنه لا يميز بين الجد والهزل أو بين الغضب والرضا ، إنه فقط يستمع لك وينقل
كلامك ويؤدي هذا الذي تقوله بالضبط ، فيخرج من جوفه في حالة الحزن مزيد من
الذكريات المحزنة ويدفعك في لحظة تأكيدك على الغباء إلى أن تفعل المزيد من
الممارسات الغبية حقا من قبيل أن تتعثر أو أن تشعل نارا في ثوبك أو بيتك
أو أي إجراء غبي سبق لك أن قلته .
إنتبه لما تقوله لذاتك أو لما تفكر به فإن العقل الباطن لا ينسى أبدا وهو
سريع الإستجابة للسلب كما للإيجاب .

______________________________________
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://nass-elghiwane.mam9.com
 
أنت تملك القوه في داخلك
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
nass-elghiwane :: الفئة الأولى :: القسم العام-
انتقل الى: